مجلس الشورى عام 1368هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل
إلى جناب المكرم الابن عبد الله الفيصل سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد:
فقد رفع إلينا تقرير مجلس الشورى المرقم 825 في 27/12/1367هـ، عن أعماله السنوية ونرغب إليكم بهذا إبلاغ المجلس المحترم شكرنا على جهوده. وثقة منا بكفاءة أعضائه الحاليين، نأمر بهذا أن يستمروا في عملهم في المجلس سنة واحدة اعتباراً من غرة محرم الحرام 1368هـ. نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد".
بعد ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير منصور، فألقى خطاب الافتتاح الآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني في هذه الساعة المباركة أن أقوم بأمر جلالة مولاي الملك المعظم أمد الله في حياته بافتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى الموقر، ويزيد في سروري، ويضاعف من اغتباطي ما حزتموه حضراتكم بجدارة واستحقاق من ثقة وعطف جلالته وارتياحه إلى نتائج جميع الدورات السابقة حتى الآن، مما دعا جلالته إلى دوام تقديركم، واستمرار ثقته بكم وإنكم لحريون بكل ذلك.
حضرات الأعضاء:
كلكم تعلمون ما يعانية عالم اليوم في جميع بقاع الأرض من أزمات مفزعة، وتعلمون أن كل أمه وكل بلاد حيث كانت واقعة بين الأحياء لا تدخر وسعاً في بذل أقصى الطاقة والاستطاعة لتدعيم كيانها، وتوطيد بنيانها على أساس صحيح من الإنتاج المثمر في مختلف وسائل الحياة، وفي كل ما يحفظ كرامتها ويعلي مكانتها بين جاراتها من الأمم والشعوب.
لقد أنيطت بكم واجبات شتى، وألقيت عليكم مسئوليات كبرى ومنحت لكم صلاحيات واسعة. وإن أمامكم لمجالاً واسع المدى للتفكير في كل ما يؤدي إلى خير الأمة وتقدم البلاد وتحسين مرافقها، وما يرفع من مستواها العلمي والاجتماعي والاقتصادي. وعليكم أن تمضوا بها إلى الأهداف السامية التي ننشدها وفقاً لتوجيه وإرشاد حضرة صاحب الجلالة مولاي الملك المعظم. وإني إذ أهنئ حضراتكم بهذه الثقة الكريمة الملكية وهذا التقدير العالي، أعتقد جازماً أن المجلس الموقر سيواصل خطواته وبقوم بواجباته خلال الدورة الجديدة بكل ما عهد فيه من حيوية واهتمام وإخلاص ونشاط. معتمداً على الله ثم على تعضيد حكومة جلالته.
والآن أعلن باسم الله تعالى ثم باسم وبأمر حضرة صاحب الجلالة مولاي الملك المفدى افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى عن سنة 1368هـ، راجياً من الله الإعانة والتوفيق وإنكم لمحل الثقة والأمانة والتقدير، ولاشك أنكم ستبذلون ما تستطيعون في هذا السبيل إن شاء الله".
ثم تقد عضو المجلس السيد طاهر الدباغ، وألقى باسم المجلس الخطاب الآتي، ونصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يا صاحب السمو الملكي المعظم:
إن المجلس ليكبر كل الإكبار هذه الثقة الغالية التي منحها إياه جلالة مولانا الملك المفدى، وهذه الثقة السامية التي يسبغها على أمته المتفانية في الإخلاص لعرشه المحبوب، ممثلة في أشخاص هذا المجلس المتشرف برئاسة سمو الأمير فيصل، والمحاط بعناية الله ثم بتأييد جلالته، ومعاضدة سمو ولي العهد المعظم، وإن المجلس ليقابل هذه الثقة العالية بالشكر والتقدير الوافي، وما الشكر إلا إخلاصه الفياض بالولاء والحب للعرش المحبوب، والأسرة الملكية التي تحلها الأمة في سويداء قلوبها، وتجعلها نبراساً يضئ لها سبيل التقدم والارتقاء، وتستمد منها بعد الله القدرة على مكافحة الصعاب، وعلى التضحية في كل ما يرفع مقامها عالياً بين الأمم.
يا سمو الأمير المعظم:
إن إخلاص المجلس للمليك المفدى إنما هو جهد متواصل وعمل مستمر في كل ما يصل إليه الإمكان من خدمة صادقه، وتفكير ناضج فيما يؤدي إلى تحقيق الأهداف السامية لجلالة مولانا الملك المعظم، تلكم الأهداف التي لم تزل تبرز آثاره في كل ما يعود لرقي هذه البلاد ، والتي أسعدها الله بجلالته، والتي ترمي إلى رفع مستوى هذه المملكة العربية السعودية خاصة البلاد المقدسة في جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والعمرانية إلى المكان اللائق بهذه القدسية التي خصها الله بحرمة الأمين، وأشرقت منها أنوار الهدى فأضاءت العالمين.
يا سمو الأمير المعظم:
إن المجلس إذ يرفع إلى جلالته آيات الشكر والثناء على ما يحيط به هذا المجلس من رعاية، هي الحافز على نشاطه، والنبراس الذي ينير مالكه. يتشرف بتقديم أجمل شكر وأعطر ثناء إلى سموكم المعظم على تفضلكم بنقل خطواتكم إليه لاقتتاح دورته الجديدة نيابة عن جلالته، وإن المجلس ليفخر إذ حظي بنيابة سموكم عن جلالته، وأنه ليعتز في إعجاب كثير بالأعمال الباهرة التي يقوم بها سموكم، والجهود المتواصلة التي تبذلونها في كل أوقاتكم. وإني قبل اختتام هذه الكلمة التي أتشرف بإلقائها باسم المجلس، أرى من الواجب أن أشيد بما يغمر به سمو ولي العهد المعظم هذا المجلس من رعاية ومعاضدة، وما يلقاه من سمو نائب جلالته من إرشاد ومساعدة، ومن سمو معاونه الكريم – منّ الله عليه بالشفاء العاجل – من عناية ومعاونه، وأن أجهر بشكر المجلس لجهود سموكم المعظم في سبيل الوطن والعروبة، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للقيام بالواجبات المطلوبة منا على ضوء ما يتمتع به الجميع من ثقة جلالته، وتشجيع حكومته. ونضرع إلى الله أن يحفظ جلالة الملك المعظم للعرب والمسلمين، وأن يحرس كافة أفراد الأسرة المالكة ذخراً لدينه وملجأ لشريعته، وأن يوفق الجميع لإعلاء كلمة الله، وأن يأخذ بيدهم لما فيه سعادة الدارين، وأن يؤيد جيوش المسلمين، وينصرهم على أعداء الله، وأعدائهم طغمة اليهود، وكل مناصريهم إنه سميع مجيب".