مجلس الشورى عام 1349هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
ياحضرات الأعضاء:
إني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على محمد وآله وصحبه، وأستفتح بالذي هو خير .. وبعد:
فإنني أفتتح باسم الله مجلسكم الكريم في دورته الجديدة راجياً من الله تعالى أن يلهمكم الصواب في جميع قراراتكم وآرائكم.
إني أذكر بسرور الجهود التي كانت من المجلس السالف، وما صدر عنه من نظم وقرارات كان رافدها ولله الحمد المصلحة العامة، وتوخي الفائدة للبلاد.
إن أمامكم اليوم أعمالاً كثيرة من موازنة لدوائر الحكومة، ونظم من أجل مشاريع عامة تتطلب جهوداً أكثر من جهود العام السابق، وإن الأمة تنتظر منكم، وهو المأمول في هممكم من الهمة وعدم إضاعة الوقت الثمين، إلا بما فيه فائدة لهذه البلاد المقدسة.
لقد أمرت أن لا يسن نظام في البلاد ويجري العمل به قبل أن يعرض على مجلسكم من قبل النيابة العامة، وتنقحوه بمنتهى حرية الرأي على الشكل الذي يكون منه الفائدة لهذه البلاد، والقاصد بها من حجاج بيت الله الحرام. وإنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في تلك الدائرة أقدر على سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد، على شرط أن لا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولا أحتاج في هذا الوقت أن أذكركم بأن هذا البلد المقدس يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله وما ينجز من الراحة لحجاج بيت الله الحرام، وكذلك فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع سواء كانت تتعلق بالبلاد، أو بوفود الحجاج من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم في هذا البلد المقدس، وإني أسأل الله لكم التوفيق في سائر أعمالكم)).
بعد ذلك تقدم سكرتير المجلس أحمد إبراهيم الغزاوي، فألقى الخطاب الآتي:
"يا صاحب الجلالة:
لي الشرف الأكبر أن أقف أمام جلالتكم لأتلو خطاب الشكر العظيم الذي يدين به مجلس الشورى لصاحب العرش المفدى مفخرة العرب والإسلام جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أدام الله نصره وتوفيقه.
لقد عهد جلالتكم إلى هذا المجلس الذي تألف تحت رعاية وبأمر جلالتكم النظر ضمن النظام الموضوع فيما يهم هذه البلاد المقدسة من المشاريع المنفذة، والأعمال الإصلاحية السديدة التي تتفق مع وجهات نظركم العليا، وتأخذ بيد هذا القطر الذي كان مصدر الشريعة والعدل والتمدن التي تبوئها مركزه السامي.
وليس في وسع المجلس أن يظهر بدعوى القيام بكل ما يجب مما تطمح إليه الأنظار الشريفه الملوكية، غير أن له الفخر التام بأن بذل جهوده خلال دورته السابقه، فاشتغل ما افسح له وقته حتى واصل العمل في بعض الظروف، وأوقات الاستراحة بلا صدد ما دعت المصالح التنظيمية من النقابات، والتعليمات، والقرارات.
وبهذه المناسبة يرى المجلس أن من واجبه أن يعرض لصاحب الجلالة تقديره الفائق لمقام صاحب السمو النائب العام، حيث لاقى من سموه كل تعضيد في جميع شؤونه المرتبطة بذلك المقام السامي.
وأن المجلس ليعجز عن بيان شكره الصادق على ما أبداه صاحب الجلالة الملك المفدى من عطف وامتنان وأمان تلقاء خدماته السابقة، يدعو الله تعالى أن يديم صاحب الجلالة، ويطيل بقاءه حتى تقر عينه بتحقيق نواياه العظيمة في الإصلاح والتعمير والتقدم والرفاهية لهذا الشعب، والدين بعد الله لجلالتكم بما يشعر به من حياة سعيدة وغبطة دائمة.
ومن بواعث الفخر العظيم لأعضاء هذا المجلس المخلصين أن يتعطف جلالتكم بتأييد عضويتهم فيه مما دل على كبير الالتفات والتوجيهات الملوكية التي هي أقصى ما تتجه نحوه جهود المجتمع.
ونسأل الله تعالى أن يحفظ جلالتكم ذخراً للعرب والمسلمين".