مجلس الشورى عام 1358هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المكرم رئيس مجلس الشورى سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
فقد تلقينا كتاب رئاسة مجلس الشورى برقم 326 في 27/12/1357هـ المشتمل على تقرير المجلس عن أعماله السنوية.
وإننا نشكر لأعضاء المجلس جهودهم الحسنة، وأعمالهم المبرورة إن شاء الله في خدمة البلاد. ونسأل الله أن يجعل البركة والتوفيق في سائر الأعمال.
وبالنظر لثقتنا بأعضاء المجلس، وما عرفناه من الإخلاص والنشاط فيه؛ فإننا نأمر بتمديد مدة المجلس سنة واحده، وأن يظل الأعضاء الحاليون كما هم.
وبالنظر لعدم تمكن محمد السليمان التركي من حضور جلسات المجلس، لاضطراره البقاء في جدة، فقد أمرنا بأن يحل مكانه إبراهيم العبد الرحمن الفضل.
ونسأل الله أن يوفق المجلس في عامه المقبل لخير الأعمال".
ثم تقدم بعد ذلك عضو المجلس أحمد إبراهيم الغزاوي، وألقى باسم المجلس الكلمة التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يا صاحب الجلالة:
إن الثقة الغالية التي تفضلتم جلالتكم فمنحتموها لأعضاء مجلس الشورى في هذه الدورة الجديدة لها من أعظم وسائل التشجيع على المضي في خدمة المصالح العامة والتوفر عليها، والسهر على تحقيق الرغبات الملوكية السامية.
إن المجلس قد أخذ على نفسه عهداً بأن يؤدي واجبه في حدود الصلاحيات المخولة له بكل جد ونصيحة ودأب وإخلاص، وأن يستضئ في جميع أعماله بحسن النية وسلامة القصد ومكافحة الأهواء، وأن يسترشد بأحكام الشريعة المطهرة، ويتابع جهوده في تعضيد حكومة جلالتكم تعضيداً صادقاً يعود بأجل الفوائد على رعاياكم المخلصين، وكلنا نشر شعوراً عميقاً بما تحملونه جلالتكم لهذه البلاد المقدسة، وجميع المملكة السعودية من نوايا الخير والنهوض والتقدم، وعلى ذلك فإننا نتأثر خطى جلالتكم في جميع ما تزاوله من الأعمال، وسنعنى بحول الله تعالى على أن نكون جديرين بهذه الثقة الملكية الكريمة، ونحرص على أن نقوم بمهمتنا في يقين وثبات وحكمة ونستمد من الله سبحانه وتعالى ذلك العون والهداية والتوفيق.
وبهذه المناسبة السعيدة ننتهز فرصة تشريف جلالتكم لمجلس الشورى لنعلن باسم البلاد جميعها صميم الشكر والدعاء لجلالتكم بما تبذلونه من المساعي الحثيثه في سبيل ثالث الحرمين، وأولى القبلتين شقيقتنا المنكوبه "فلسطين"، وما يقوم به وفد جلالتكم وعلى رأسه نجلكم المحبوب سمو الأمير فيصل المعظم، من وسائل الحل والإنقاذ ونضرع إلى الله جل شأنه أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه عز العرب والإسلام وأن يبارك في عمركم، وأن يحفظ سمو ولي عهدكم، وسمو نائبكم المعظمين، وسائر الأسرة الملوكية الكريمة إنه سميع مجيب".
ثم تفضل صاحب الجلالة أيده الله تعالى وشكر المجلس على كثير من الأعمال التي قام بها وأعرب عن أمانيه العظيمة نحو الإصلاحات المطلوب أجراؤها نحو النهوض بالأمة إلى المستوى اللائق بها، علماً وعرفاناً وعمراناً، ثم قال يحفظه الله:
"وبناء على ما سبق أن اتخذه المجلس من قرارات في شأن إحصاء النفوس تعددت فيها من جراء تنظيمه وإصلاحه وجعله عاماً شاملاً للرجال والنساء وأبان ما تلاقيه الحكومة من مجهودات نحو الحرص على هويات الرعايا خصوصاً وأن هذه البلاد تحتوي على كثير من الأجانب، وبحكم الاختلاط تزداد أواصر الصلات بين الرعايا والأجانب اتصالاً زوجياً وحقوقياً وارثياً وما إلى ذلك،وتعدون أنظمة خاصة في أمثال هذه المواضيع يجب أن تقابل في بلادنا للمحافظة على حقوق الرعايا جميعهم.
وحيث حضراتكم أحرص على منافع البلاد والمحافظة على حقوقها فإنني أوكل أمر هذا الموضوع إليكم لتعالجوه بما يتفق وتقاليد بلادنا، وتعاليمنا الإسلامية.
وأني أرى أن أمر إحصاء النساء ليس فيه أي مخالفة للشرع الشريف، أو شرف العرب. ويمكن الاكتفاء في إجراء الإحصاء في الحمولات المعروفة بأن يكون إجماليا، وفي ماعدا ذلك يكون إفرادياً. وأني أحرص كل الحرص على أن لا نجيز أمراً إلا إذا أتفق مع الشريعة الغراء ويتفق مع المصلحة العامة.
والله اسال أن يلهمكم الصواب، ويسدد خطاكم في جميع الأعمال التي تقومون بها".