مجلس الشورى عام 1359هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل
إلى حضرة المكرم الابن فيصل رئيس مجلس الشورى سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد:
فقد اطلعنا على التقرير السنوي لمجلس الشورى من أعماله في عام 1358هـ برقم 241، وتاريخ 27/12/1358هـ.
وإننا إذ نبدي سرورنا وامتناننا نأمر بتمديد عملهم سنة أخرى، اعتبارا من غرة محرم 1359هـ المقبل.
ونسأل الله لكم ولهم التوفيق والنجاح".
بعد ذلك تقدم عضو مجلس الشورى الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي، وألقى باسم المجلس الكلمة الآتية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يا سمو الأمير المعظم:
إنها لفرصة سعيدة ومناسبة مباركة ننتهزها اليوم لنقدم إلى سموكم باعتباركم نائب جلالة الملك المفدى معربين عن عظيم الشكر والولاء على ما شملنا من رعاية سامية وثقة غالية وعطف كريم.
ذلك أن تمديد دورة المجلس برهان قوي على الرضا العالي الملكي، وعلى أن المجلس حريص على أداء واجبه جهد المستطاع.
ولقد يدعونا الواجب في هذا الاحتفال أن نشيد على رؤوس الأشهاد وبما وفق الله جلالة مولانا الملك المفدى أمده الله بتأييده من أمن شامل وحكم عادل رغم ما توصف به الظروف العصيبة الراهنة في أطراف الأرض ومختلف البقاع.
وإنه لمن واجبنا أن نرفع إلى سدته العالية أعمق شعور الشعب بالإخلاص لجلالته والدعاء بنصره ورعايته، ولا يسعنا إلا أن نقدم إلى سموكم الكريم أصدق الشكر على ما شملتم، وتشملون به هذا المجلس من عناية وتعضيد في جميع الأحوال والمناسبات، وإنا لنؤكد لسموكم أننا لا نألوا جهداً في خدمة الصالح العام، وأن نقدر مسؤلياتنا، ونؤدي أماناتنا متجهين بها إلى ما يرضي الله جل وعلا، ثم جلالة الملك المفدى وسموكم.
ونسأل الله تعالى أن يحفظ جلالته ويحقق أمانيه لخير العرب والمسلمين وأن يمده بنصر من عنده إنه سميع مجيب الدعاء".
وعلى إثره تفضل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز بافتتاح الجلسة الأولى نيابة عن صاحب الجلالة، حيث قال:
"بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن ثقة جلالة الملك غالية ويجب أن نكون عند حسن ظنه، وأن المسؤولية الملقاة على عاتقنا مسؤلية كبيرة: تجاه ربنا، ثم تجاه مليكنا، ثم تجاه شعبنا، ثم تجاه بلادنا.
والإنسان ليس في استطاعته أن يكون كاملاً في جميع أطواره، وإذا توفر حسن القصد فهو المطلوب، والله سبحانه وتعالى هو الموفق للسبيل السوي.
والبلاد والأمة لاشك أنها محتاجة لخدمات الجميع، ومحتاجة لإخلاصنا في نيتنا وأعمالنا، وأن يكون رائدنا المصلحة العامة، وهذه ولله الحمد موجودة، وإذا وقع تقصير في شيء فيها في الوقت الحاضر فالمستقبل بإذن الله يحقق الآمال.
نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته، وأن يمن علينا بالقيام بما أوجبه علينا من أداء منته التي منّ علينا بها، وهي منّة الإسلام، ثم أداء ما علينا من أمانة تجاه البلاد والأمة.
والآن باسم الله، ونيابة عن صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله أفتتح أول جلسة لمجلسكم الموقر في دورته الجديدة".