مجلس الشورى عام 1366هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل
إلى جناب المكرم الابن عبد الله الفيصل رئيس مجلس الشورى بالنيابة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
فقد اطلعنا على تقرير مجلس الشورى السنوي وأعماله خلال عام 1365هـ، المرفوع إلينا برقم 1126 وتاريخ 27/12/1365هـ.
ونظراً لتحققنا من إخلاص المجلس المشار إليه، وتجاوبه في القيام بالمهام الملقاة على عاتقه خير قيام، ونظراً لمساعيه المحمودة، وجهوده الطيبة التي أبداها خلال هذا العام والأعوام الماضية.
فنرغب أن تبلغوا المجلس، وأعضاءه امتناننا عنهم وتقديرنا لجهودهم، وأن هذه الثقة تحملنا على إصدار أمرنا هذا بتجديد مدة عملهم سنة أخرى، اعتباراً من غرة المحرم 1366هـ.
نسأل الله لكم ولهم النجاح والتوفيق لما فيه خير البلاد والعباد.
والسلام، الختم الملكي".
بعد ذلك تقدم فضيلة عضو المجلس الشيخ عبد الله الشيبي، وألقى باسم المجلس الكلمة التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يا صاحب السمو
اسمحوا لنا أن نعبر في سرور وغبطة وإكبار عن عظيم شكرنا وعميق امتناننا وفائق تقديرنا لتشريف سموكم لهذا المجلس لافتتاح دورته الجديدة.
إن مجلس الشورى – لا يسعه – وقد حظى بإدارة جلالة الملك المعظم أدام الله عزه ونصره وتوفيقه؛ بتمديد دورته للعام الحالي إلا أن يلهج بالشكر والدعاء لجلالته، وأن يضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يطيل بقاءه ويحقق آماله ورجاءه في كل ما ينهض بأمته وبلاده، ويرفع من مستواها في جميع مظاهر الحياة والرقي والتقدم، وفي ظل عرشه المفدى.
يا سمو الأمير:
إننا نرجو – ونحن في مستهل هذه الدورة – أن يوفقنا الله جل شأنه للعمل على ما يحقق ثقة جلالته ويضاعف اعتماده وامتنانه، وإننا لنحرص على ذلك كل الحرص مؤدين بذلك واجبنا وقائمين بأداء أمانتنا ومتوفرين على خدمة الشعب والبلاد في حدود الإمكان والاستطاعة، وبقدر ما يتاح لنا من فرص، وما نمارس من صلاحية، وما نلقى من تشجيع.
وإن الأمل الوطيد – إن شاء الله تعالى – في أن ترى البلاد والأمة في جميع الدوائر الحكومية الرئيسية منها والفرعية أكبر مباراة قياسية بين ذوى الشأن والاختصاص للقيام بأكبر قسط ممكن من الأعمال والمشروعات الهامة خلال هذه السنة المباركة السعيدة، وأن يشمل ذلك جميع المرافق الحيوية المادية منها والأدبية. وإن المجلس ما فتئ في جميع دوراته يساير روح التطور ويرمي إلى نفس الأهداف السامية التي يشير إليها ويحرص عليها حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم وحكومته الرشيدة، وهو بذلك يحاول أن يقوم بشكر جلالته على ما بذله في سبيل سعادة هذا الشعب وهنائه وفلاحه وصلاحه والله ولي التوفيق.
هذا وإن لنا من تشجيع جلالته وتعضيد سمو والدكم نائبه المعظم – وسموكم بالنيابة عنه – أعظم دافع وأكبر حافز على مواصلة الجهود ومتابعة النشاط في خدمة البلاد وأهلها والسير بها في الطريق السوي المأمون إن شاء الله.
يجدر بنا في هذه المناسبة الكريمة أن نشير في إجلال وتعظيم إلى ما يحبو به هذا المجلس حضرة صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم حفظه الله ورعاه من التفات سام وما يتعهد به مصالح البلاد والأمة في جميع الشؤون والمناسبات من عطفه الكريم، ورعايته الدائمة، لقد طويت صفحة العام الماضي وكان لجميع المسئولين فيها من التجارب ما نرجو أن يؤخذ بعين الاعتبار فيتم ما يجب أن يتم ويصح ما لابد له أن يصح في نطاق الأنظمة الموضوعة، والوسائل المهيئة المشروعة.ولا يفوتنا ونحن نودع الدورة الماضية أن نشيد بما ظفرت به البلاد خلال السنة الماضية من مظاهر الفخر والسؤدد والجلال.
تلك المظاهر التي اختص بها الله سبحانه وتعالى حضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى المحبوب، والتي هي في الواقع كنوز لشعبة، ورموز لمجده، مما أصبح حديث الأندية والأوساط والمحافل الكبرى في جميع الأقطار والأمصار.
ولا شك أن ما يقوم به جلالته من الأعباء العظيمة، وما يحققه من المشروعات الجديدة الكبرى لصالح المملكة سيكون له الأثر المباشر بحول الله تعالى في هنائها بفضل الله ورعايته، ثم بفض تدبيره وحكمته، وكل آت قريب.
يا سمو الأمير:
لنا الحق كل الحق أن نحيي سمو والدكم المعظم، ورئيسنا الأول حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المحبوب – كلأه الله بعنايته – وأن نبعث لسموه بهذه التحية المخلصة من وراء البحار تقديراً لما تحمله من مشاق السفر والاغتراب في خدمة مصالح بلاده العامة والعرب والإسلام قاطبة. ونتمنى لسموه النجاح والتوفيق والإياب الميمون إن شاء الله.
وانه لمن التحدث بنعمة الله أن نفخر بمواقفه الخالدة، وخطواته الموفقة في المؤتمرات الدولية التي تقرر مصائر الأمم والشعوب في أدق الظروف، وأحرج الخطوب، وإنه لمن الواجب علينا أن نهنئ أنفسنا، وسموكم بصفة خاصة بما وفقتم إليه من نهوض بأعباء منصبكم السامي الرفيع وما يتطلبه ذلك من سهر دائم وجهد عظيم، وما ذلك بعزيز على (شبل فيصل) و(حفيد عبد العزيز).
وختاماً نبتهل إلى الله تعالى أن يطيل بقاء جلالة الملك المفدى وحضرة صاحب السمو الملكي وولي عهده المحبوب، وأصحاب السمو الأمراء الكرام".
وعلى إثر ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل، نائب جلالة الملك المعظم بالنيابة بإلقاء كلمة الافتتاح، ونصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا نافعين عاملين لما فيه خير هذه الأمة والبلاد، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه خلاصها وصلاحها.
وإني بهذه المناسبة السعيدة أهنئ المجلس على هذه الثقة الغالية التي أحرزها من لدن صاحب الجلالة مولاي الملك المعظم أيده الله تعالى، وأن هذه الثقة لهي أكبر دليل على ما قام به المجلس من جهود كبيرة خلال الدورة الماضية تذكر بمزيد الشكر والثناء.
وإني أرجو أن يكون ذلك أكبر حافز للمجلس على مضاعفة تلك الجهود في هذه الدورة الجديدة.
إنه وأن كانت الحرب العالمية قد أخرت بعض الأعمال؛ إلا أن المأمول – وقد انتهت ولله الحمد – أن تسير سيراً حسناً في طريقها المرسوم، وآمل كل عضو عامل من أعضاء الحكومة – رئيساً كان أو مرؤساً – أن يضاعف جهوده لسد النقص.
والآن باسم الله تعالى ثم نيابة عن حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم، افتتح الدورة السابعة عشر للمجلس، وأسأل الله التوفيق والنجاح".