مجلس الشورى عام 1367هـ
"بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن
إلى جناب المكرم عبد الله الفيصل رئيس مجلس الشورى بالنيابة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد:
فقد اطلعنا على تقرير مجلس الشورى وأعماله خلال عام 1366هـ، المرفوع إلينا برقم 1113 في 26/12/1366هـ. وقد رفعنا ذلك إلى جلالة مولاي الملك المعظم، فأصدر أمره العالي أنه بالنظر لتحقق جلالته من إخلاص المجلس، وتجاربه بالقيام بالمهام الملقاة على عاتقه خير قيام.
ونظراً لمساعيه المحمودة، وجهوده الطيبة التي أبداها خلال هذا العام، والأعوام الماضية مما أوجب امتنان جلالته وتقديره لجهوده.
وأن هذه الثقة حملت جلالته على إصدار أمره السامي بتمديد مدة المجلس سنة أخرى اعتباراً من غرة المحرم 1367هـ.سائلا المولى لهم النجاح والتوفيق لما فيه الخير للبلاد والعباد".
بعد ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز، ولي العهد بافتتاح المجلس في دورته الثامنة عشر، قائلاً:
"بسم الله تعالى ثم نيابة عن حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم"، ثم ألقى الخطاب السامي الآتي:
حضرة أعضاء مجلس الشورى المحترمين
أحييكم جميعاً وأهنئكم بثقة جلالة مولاي الملك المعظم، تلك الثقة التي أنتم أهل لها؛ فقد منحها لكم سنة بعد أخرى.
وبالنظر لما لقيه وسائر الشعب من نتائج أعمالكم وكفاءتكم، ولقد كان جدول أعمالكم الذي رفعتموه لجلالة مولاي الملك المعظم عن العام المنصرم حافلاً بكثير من مهام الأمور التي تساعد على تنظيم الدولة، ورفاهية الشعب وراحته.
وإننا وإياكم نستقبل عاماً جديداً. اسأل الله أن يجعله عام خير وإقبال للعالم كافة ولهذه البلاد خاصة، وأود أن أوضح لكم شيئاً عن البرنامج الذي أمام الحكومة وأمامكم في كل شأن من شؤون العمران والمعارف والحج والصحة والدفاع.
فقد أعد لكل فرع من هذه الفروع برنامج وميزانية؛ سيعرض منها عليكم كل ما هو في اختصاص مجلسكم لبحثه وإقراره. فهذا مشروع ماء جدة تم بحمد الله. وهناك مشروع لإنشاء ميناء في جدة، وكذلك مشروع مد المياه بالمواسير لحفظ الماء فيها نظيفاً وغير ملوث، وهناك مشاريع لفتح طرق جديدة للسيارات من عرفات إلى مكة، وخلافها. كما أن الحكومة تعني كل العناية بكل ما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة للسكان وانخفاض أسعار الأرزاق وتوفيرها للجميع. وهي باذلة كل الجهد لترفيه الحياة لرعاياها. وكذلك فإن إدارة المعارف تسير في طريقها، وهي تتوسع في مدارسها وفي موازنتها بشكل مضاعف سنة بعد أخرى. وكذلك فإن وزارة الدفاع التي يديرها سمو الأخ منصور، تسير سيراً مطرداً في إعداد جيش البلاد بالشكر الذي يرضى عنه كل مخلص لوطنه ويفاخر به كل عربي. أما سياستنا الخارجية فأحمد الله إليكم أنها سياسة قائمة على حسن العلاقات مع سائر الدول، وكان لنا منها المقام المحفوف بالاحترام. وأن جامعة الدول العربية التي تأسست وترعرت بفضل تكاتف الدول العربية، ستوصل الأمة العربية لأهدافها وأغراضها إن شاء الله.
وفي الختام أسأل الله أن يسدد خطاكم للخير، ويوفقنا جميعاً لخدمة هذا الوطن العزيز في ظل حضرة صاحب الجلالة مولاي الملك المعظم، الذي نسأله أن يطيل بقاءه، ويحفظه ذخراً للعرب والمسلمين".
وبعد ذلك ألقى عضو المجلس الشيخ أحمد بن إبراهيم الغزاوي باسم المجلس الخطاب الآتي، وهذا نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يا سمو ولي العهد المعظم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد:
فإن مجلس الشورى المتشرف برئاسة سمو الأمير فيصل، والمحاط بعناية الله ثم بتأييد جلالة مولانا الملك المفدى والدكم العظيم ليقف إجلالاً وإكباراً وغبطة واستيناراً لهذا التوجيه العالي، وهذه الثقة الغالية التي ما برحت تستنفر منا كل ما يصل إليه الجهد ويبلغه الإمكان من خدمة صادقة ودأب متواصل في تحقيق الأهداف الملكية السامية؛ تلك الأهداف التي ترمي إلى تقدم هذه البلاد ورفاهية أهلها وطمأنينة ربوعها وتطور نهضتها ورقي ثقافتها ومشاطرتها الشعوب الشقيقة في السير معها إلى أن يجعلها في مكانها اللائق بها بين الأمم المعاصر.
يا سمو الأمير المفدى:
إن المجلس بكافة أعضائه ليشكر من أعماقه هذا العطف وهذا التأييد وأنه لواثق كل الثقة أن هذه الرعاية التي يلقاها من لدن صاحب العرش المفدى، ومن لدن سموكم العالي، وسمو النائب العام، لم تكن بحال من الأحوال موجهة إلى أشخاص بقدر ما يقصد منها أن تكون باعثة على مضاعفة السهر، ومواصلة العمل على توفير أسباب الرغد، والإصلاح في كل مرفق من مرافق البلاد وسعادتها، وإننا لعاجزون من القيام بواجب على هذه النعمة التي يرعانا بها جلالته والتي ترمي إلى هدفين:
الأول: تكريم هذه البلاد وأهلها ومنحهم كل ما يؤدي بهم إلى اليسر والرضاء والمجد والعلا. والثاني: تشجيع المجلس على أن يكون موضع ثقة جلالته وتعضيده بإخلاص النصيحة، وبذل أقصى ما يمكن من الجهد في اقتفاء أثره، وتحقيق آماله الكبرى. وإننا قبل أن نختم خطابنا هذا نرى من الحق أن نجهر بما يتلقاه المجلس من تعضيد سموكم العالي، وتعضيد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل، وما يبذله من جهود عظيمة في سبيل الوطن، والمعاونات التي يشترك فيها أصحاب السمو الملكي الأمير منصور، والأمير عبد الله الفيصل، ويقدر لعموم الوزارات، والإدارات العامة ما قامت وتقوم به من واجبات في المصالح العامة. ونضرع إلى الله تعالى أن يوفقنا للقيام بالواجبات المطلوبة منا في ظل ما نتمتع به من هذه الثقة، وهذا التشجيع، ونلجأ إلى الله سبحانه وتعالى أن يطيل بقاء جلالته، وسموكم، وكافة أفراد الأسرة الملكية الكريمة، ذخراً لدينه وملجأً لشريعته، وأن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه صالح الأمة والبلاد، وأن يجعل النصر والتوفيق حليف راياتكم المظفرة إنه سميع مجيب الدعاء".